languageFrançais

بوفريخة: المجالس المحلية حل وقائي لحماية الشباب من تطرف عنيف يستقطبُهم

بين رئيس جمعية  نحن نحب سوسة ومدير مشروع  رد متناسق ضد التطرف العنيف بخمس ولايات(بجندوبة والقصرين والكاف وسيدي بوزيد وتونس) 'أنيس بوفريخة'   في تصريح لموزاييك الثلاثاء 7 اكمتوبر2025  أن تجربة المجالس المحلية  للشباب تم إطلاقها منذ سنة 2019 بكل من سوسة والمهدية والمنستير وتم تعميمها على خمس ولايات و10 معتمديات منذ سنة 2022 وهي تهدف إلى خلق إطار للتواصل والعمل المشترك بين الشباب المهمش والسلط المحلية بشراكة مع دور الشباب ومندويات الطفولة والشباب والرياضة حسب تصريحه على هامش مؤتمر المجالس المحلية للشباب عبر الحدود تجربة تونسية في خدمة  الوقاية من التطرف العنيف الذي يندرج ضمن  مشروع استجابة منسقة لتصاعد التطرف العنيف في مناطق تونس وجندوبة والكاف وسيدي بوزيد والقصرين.

عوامل الاستقطاب ليست اقتصادية بدرجة أولى أو العامل الوحيد

وأضاف أن الخمس شبان المكونين لكل مجلس يعملون على التواصل مع الشباب  وخاصة بالمناطق التي تعاني من التطرف العنيف للبحث في مشاكلهم وتوجيه طاقاتهم الايجابية نحو الطرق الصحيحة بعيدا عن المترصدين بهم من المتطرفين.

وبين أن الجمعية قامت بدراسة حول أسباب وعوامل جذب ودفع الشباب نحو التطرف والتي بينت  أن التهميش الاقتصادي ليس السبب الوحيد فقط لذلك هناك أيضا  الهشاشة العائلية وغياب الأب الذي  يدفع الشباب إلى البحث عن بديل لدوره في الأسرة  أحيانا إلى جانب أسباب البحث عن الذات والعوامل النفسية  والفراغ الذي يجع الشباب ضحية سهلة للمتطرفين والإرهابيين .

توفر الهشاشة الثقافية والعائلية والاجتماعية للشباب في كل  الولايات

وأضاف أن كل الولايات  تتوفر فيها عوامل هشاشة وضعف وعدم توازن اجتماعي وثقافي وعائلي  وحتى على مستوى ضواحي العاصمة مشيرا إلى انطلاق الجمعية في دراسة حول وضعية الشباب بمنطقتي ابن خلدون و البورطال مشددا على أن العوامل المؤدية إلى الاستقطاب السهل للشباب ليست مادية واجتماعية فقط ولذلك يجب الانتباه أكثر لذلك لحماية الشبان  والشابات  في هذه المناطق .

ويذكر  أن المؤتمر سيتناول بالطرح محور من الالتزام المحلي إلى التأثير العلمي تحفيز الشباب من أجل مجتمعات أكثر أمان  وإنشاء آليات حوار مستدامة بين المجالس المحلية للشباب والسلطات المحلية  .

ويذكر أن دراسة  للمعهد  الوطني للإحصاء كان قد أكد فيها سنة 2023 وجود أكثر من 54 بالمائة من السكان التونسيين دون سن ال35 سنة  وتمثل هذه الفئة قوة ديموغرافية رئيسية  ومع ذلك تواجه العديد من الصعوبات منها البطالة والتهميش ونقص الفرص والشعور بالإقصاء من عمليات اتخاذ القرار على المستويين المحلي والوطني  .

نحو  30 بالمائة من الشباب يعتبرون أنفسهم عرضة لخطر التطرف

ووفقا لدراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة  الإنمائي فقد بينت  أن هناك ما يقارب 30 بالمائة من الشباب التونسيين الذين تترواح أعمارهم بين 15 و29 سنة اعتبروا أنفسهم عرضة لخطر التطرف وذلك بشكل خاص بسبب هشاشتهم الاجتماعية والاقتصادية ونقص الفرص والشعور بالظلم وانعدام الثقة في المؤسسات العمومية  .

وقد برزت المجالس المحلية للشباب في هذا السياق كاستجابة مبتكرة لتحديات الإقصاء والوقاية  من التطرف العنيف حيث تنسجم  هذه المقاربة مع توصيات الأمم المتحدة (قرار مجلس الأمن 2250 حول الشباب السلام والأمن  الذي يدعو إلى الاعتراف بالدور الايجابي للشباب في تعزيز السلام  وتجذب اليوم التجربة التونسية  للمجالس المحلية للشباب اهتمام العديد  من الدول  التي تواجه ديناميات مشابهة  ويأتي هذا المؤتمر لتوثيق ومشاركة ونقل هذه التجربة على الصعيدين الإقليمي والدولي لاسيما مع ممثلين من العراق وموريتانيا وليبيا والأردن.

هناء السلطاني